تتوالى الدراسات الحديثة فى مجال التغذية العلاجية والصحة والجمال الوصول لحل مشكلة السمنة وعلاجها الا ان ننسى العامل النفسي والسيكولوجي الذى يلعب دور هاماً فى حل هذة المشكلة. فالدراسات الحديثة فى علم النفس اكتشفت ان هناك علاقة بين الرغبة فى تناول الطعام والعامل النفسي الذى يؤثر على مركز الشبع فى الجهاز العصبي و يعطي للمخ اشارات الشعور بالجوع والرغبة فى تناول المزيد من الطعام. ولهذا يفشل كثيرا من الاشخاص الذين يتبعون الرجيم لانقاص الوزن فى الوصول للهدف المنشود لأهمالهم العامل النفسي والعاطفي ومعالجتة. وهنا نحب ان نلقي الضوء اكثر على هذة النقطة الشائكة التى يغفل عنها الكثير يوضح أطباء الطب العصبي النفسي انة هناك ارتباط هام ورئيسي بين الرغبة فى الطعام والحالة النفسية وممارسة التمارين الرياضية.
فى بداية الامر يلاحظ الكثير لديهم الرغبة فى انقاص الوزن فى بداية العام الا ان ينتهي الامر فى نهاية العام بوصول عدد بسيط جداً للهدف المنشود وهوتحقيق الخسارة المرغوبة فى الوزن والحصول على الرشاقة المطلوبة ويتراجع الاغلبية الباقية لنفس نقطة البداية دون تحقيق اى خسارة فى اوزانهم.ويرجع هذا الفشل لتركيز معظم الناس على الجوانب المادية الملموسة فى برنامج أنقاص الوزن وهى اتباع انظمة غذائية منخفضة السعرات الحرارية وممارسة التمارين الرياضية دون الانتباة للجوانب المعنوية من برنامج انقاص الوزن وهى الحالة النفسية والعاطفية التى اذا تم معالجتها وتصقيلها بالشكل الفعال المناسب تبطىء من معدل سرعة الرجوع لزيادة الوزن مرة أخرى والحماية من أهدار الوقت والجهد المبذول فى عملية أنقاص الوزن. وقد أجرى مسح احصائي عن معتقدات الناس حول العوامل المؤدية لانقاص الوزن قد تبين ان ٦٠ % يعتقدون ان العامل الغذائي هو السبب المباشر فى زيادة الوزن و٣٠% يعتقدون ان ممارسة التمارين الرياضية والمداومة عليها وتخصيص وقت محدد لها تعتبر من أهم عوامل التخلص من السمنة وانقاص الوزن و١٠% فقط أعتبروا ان العامل النفسي هو أساس أنقاص الوزن. وهذة الدراسة اثبتت صحة النظرية وهى تجاهل الاغلبية عن تأثير العامل العاطفي والنفسي على فاعلية انقاص الوزن. ولكن من اجل انقاص الوزن والحفاظ على الرشاقة على المدى الطويل لابد ان نزرع أفكار معينة فى عقولنا وهى لماذا نحن بحاجة الى الطعام؟وماذا يجب ان نأكل؟
فالاسف منذ الصغر يتم ترويض أفكارنا ان الاحتفالات والمناسبات ترتبط بأنماط معينة من الطعام والتركيز على عنصر الغذاء كتناول الكعك والبسكويت فى عيد الفطر وتناول اللحوم فى عيد الاضحى وايضا لا ننسى تقاسم تورتة أعياد الميلاد. ونرسخ معتقدات خاطئة فى أذهان الاجيال الصغيرة كأعطاء حلويات كنوع من المكافاءة على السلوك الحسن. وننسى تماما ان بذلك السلوك يتم تدريب نفسى للعقل الباطنى للطفل وخلق اتصال عاطفي قوى يستمر معه مدى الحياة وذلك بربط فكرة تناول الطعام ليس فقط لأشباع الجوع وامداد الجسم بالطاقة الازمة فحسب بل لتحقيق الشعور بالسعادةوالنشوة وكلما زاد نسبة الطعام زادت السعادة واطلاق المخ ناقل عصبي يعرف بالدوبامين وهو كمثل مخدر ينتج عند الشعور بالسعادة بعد تناول الوجبات المرضية وعدم ادراك المساوىءالناتجة عن هذا الفكرالسلبي من زيادة فى الوزن والتعرض للسمنة وما يلحق بها من مخاطر على الصحة. فلابد من الانتباة الى هذه الاتجاه الفكرى وتغيرة ووضع فكر اخر وهو تحد يد الهدف من الطعام وهو التغذية واشباع رغبة الجوع فقط وقبل تناول اى نوع من الطعام التحقق من فائدة الغذائية العائدة على الصحة وعدم الفراط فى تناول المزيد عن الحاجة.
وهناك علاقة طردية وطيدة ايضا بين الحالة المزاجية السيئة والاكتئاب والقلق والتوتر والرغبة الشديدة فى تناول المزيد من الطعام فكلما زاد التوتر والقلق زاددت الرغبة فى تناول الطعام لمنح الاحساس بالطمائنية والسعادة كعامل نفسي.ونلاحظ بعد الرجوع من العمل بعد يوم شاق ومتعب التوجة المباشر الى الثلاجة وهذا ليس فقط بسبب الجوع ولكن كعامل سيكولوجي مؤثر.واخيرا لابد من الانباه من علاقة الحالة المزاجية بالطعام وعدم ترك مشاعرناالغير ملموسة تؤثر بشكل سلبي على كمية وانواع الطعام التى نتناولها ويجب من التفكير الصحيح ولو لبعض الوقت البسيط لمحاولةالاجابة على سؤال لماذا نأكل وماذا يجب ولا يجب ان نأكل؟