يمكننا توفير رعاية صحية مناسبة للمتضررين من مرض السرطان في لبنان فقط بعد إجراء التحليلات المناسبة لهذا المرض. حيث يصنف مرض السرطان في لبنان كثالث مسبب للوفاة بعد أمراض القلب و السكتات الدماغية.
يسبب مرض السرطان عبئا ثقيلا على المرضى، حيث يضطرون للتعامل مع كلاً من الجوانب الاجتماعية و المادية لهذا المرض. تكاليف العلاج من مرض السرطان في لبنان باهظة للغاية، بالإضافة الى ذلك، فمرض السرطان يمكنه أن يسبب الإعاقة للمريض فضلاً عن الأضرار الصحية الأخرى. لبنان هي بلد صغير حيث يجني مواطنيها القليل من المال. إلى جانب ذلك، تعاني البلد من انخفاض في معدلات الخصوبة وكذلك زيادة في معدل الإصابة بالسرطان.وفقا للأمم المتحدة، فإن متوسط العمر المتوقع للمواطنين اللبنانيين يرتفع من ٧١ عاما إلى ما يقرب من ٧٩ عاما في الفترة بين عامي ٢٠٠٩ و ٢٠٥٠. وهذا يعني أن عبء السرطان سيرتفع أيضا، وهذا بدوره سوف يؤدي إلى ضغط اقتصادي أكثر. وقد أجريت الدراسة الأخيرة بشأن الإصابة بالسرطان في لبنان علي مقياس وطني بالرجوع للعام ١٩٩٨. وأدت هذه الدراسة إلى تشكيل مكتب التسجيل القومي للسرطان. وفي وقت لاحق، قدمت عدة محاولات أخرى لفحص المواقع الرئيسية للسرطان في لبنان. كان هناك حوالي ٩٣٦٤ حالة إصابة بسرطان بلغ عنها في لبنان ما بين عام ١٩٨٣ و ١٩٩٤ وهذا يدل على أن في المتوسط يعاني حوالي ٧٨٠ شخصا من المرض. وهذا يمثل أكثر من ٣٣ في المئة من عدد الحالات الوطنية. وزعت حالات الإصابة بالسرطان في لبنان بالتساوي بين الرجال والنساء. وكان هناك انخفاض طفيف في متوسط حالات النساء الذين يعانون من هذا المرض، مقارنة بالحالات المصابة من الرجال. عانت النساء في الفئة العمرية من ٤٨٫٧ من السرطان في حين أن الرجال الذين حالتهم متطورة تتراوح أعمارهم بين حوالي ٥٢٫٢ عاما. شملت أسوأ حالات السرطان في الرجال: سرطان المثانة، سرطان الرئة، سرطان الحنجرة وسرطان الغدد الليمفاوية وكذلك سرطان الدم. من ناحية أخرى، بين النساء وكانت الحالات الأربعة الأكثر شيوعا من السرطان سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، وسرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الدماغ. بين النساء، كان سرطان الدم وجسم الرحم المشترك على حد سواء.
سرطان الثدي في لبنان
هناك الكثير من الجدل هو تشخيص حالات سرطان الثدي في سن الشباب. فمن المثير للاهتمام أن حوالي نصف مرضى سرطان الثدي في الجامعة الأميركية في المركز الطبي ببيروت أقل من خمسين عاما. سرطان الثدي هو نوع شائع من السرطان الشائع الذي يصيب السيدات، وسرطان الثدي بلبنان هو حالة تؤثر على العديد من النساء ويسبب حوالي ٣٣ في المئة من الوفيات بينهم. كشفت منظمة الصحة العالمية أيضا أنه كان هناك حوالي ٥٤٦ حالة وفاة في مايو عام ٢٠١٤ التي تعزى مباشرة إلى سرطان الثدي. وهذا يمثل حوالي ٢٫٩٢ في المئة من مجموع الوفيات في البلد. وتحتل لبنان المرتبة رقم ١٧ في الإصابة بسرطان الثدي في العالم.
القولون المستقيمي والبروستاتا وسرطان الرئة في لبنان
في العقود الثلاثة الماضية، تراجع إحصاء النساء التي تصاب بسرطان القولون المستقيمي في حين ارتفع سرطان الرئة في كل من الرجال والنساء. بين الرجال،ظهر انخفاض في حالات سرطان الفم ويمكن قول الشيء نفسه عن سرطان الجهاز الهضمي.وكشفت منظمة الصحة العالمية أنه في شهر مايو من عام ٢٠١٤ وصلت وفيات سرطان الرئة في لبنان إلى الرقم ٧٤٩. وهذا يمثل أربعة في المئة من مجموع الوفيات في البلد. واحتلت لبنان المرتبة رقم ٦٧ في العالم بقدر ما يذهب معدل وفياتها. في أحدث تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية في مايو عام ٢٠١٤كانت هناك ٣٩٥ حالة وفاة مرتبطة مباشرة بالإصابة بسرطان القولون المستقيمي. وهذا يمثل 2.11 في المئة من مجموع الوفيات في البلاد. واحتلت لبنان المرتبة رقم ٧٨ في العالم.
سرطان البروستاتا هو نوع شائع جدا من السرطان يؤثر على الرجال الذين بلغوا سن الخمسين عاما. فالمشكلة مع سرطان البروستاتا هو أنه ينمو ببطء وأنه لا يأتي دائما مع الأعراض. وهذا يجعل من الصعب جدا الكشف عن المرض. وتشمل خيارات العلاج الأكثر شيوعا الجراحة والعلاج الإشعاعي وكذلك العلاج الهرموني وعلاج البروتون.
سرطان المبيض في لبنان
سرطان المبيض ربما يؤدي إن لم يكن السبب الأكثر فتكا للوفاة بين اللبنانييات اللاتي يعانون من الأورام الخبيثة في أمراض النساء. فعلى الرغم من ارتفاع مستوى الجراحة في البلاد، وعلى الرغم من وجود أفضل العلاج الكيماوي إلا أن مستوي التشخيص للمرضى الذين يعانون من سرطان المبيض ليس جيد.
كل هذا يجعل المرء يستنتج أن ديناميات السرطان لم تتغير كثيرا منذ الخمسينات. والاستثناءات الوحيدة هي السرطان الناجمة عن التدخين والنظام الغذائي.
