جراحات ربط المعدة

جراحات ربط المعدة

على الرغم من انتشار جراحات ربط المعدة في الآونة الزمنية الأخيرة وكما هو علية الآن, إلا أن العديد من الأطباء ينصحون بعدم الخضوع لتلك العمليات , وذلك نتيجة تسببها لكثير من المضاعفات الصحية على المدى الطويل .كما أيضاً يمكن استبدالها بالخضوع لبعض الإجراءات أكثر فاعلية و أمنا على صحة المريض وتعطي نفس النتائج على المدى البعيد.

فهيا بنا نفتح هذا الملف ونكتشف الأسباب الرئيسية التي دفعت الأطباء بتوصية مرضاهم بعدم إجراء تلك النوعية من العمليات ؟

• ربط المعدة أقل فعالية في تحقيق النتائج على المدى الطويل

السبب الرئيسي لماذا لم يوصي كل من أطباء و جراحين البدانة  باللجوء إلى عمليات ربط المعدة وهو لأنها أقل فعالية من الإجراءات الأخرى , وذلك عندما يتعلق الأمر باستدامة النتائج على المدى الطويل. حيث أن أثبتت دراسة إيطالية مؤخراً حول صحة ذلك , عن طريق مقارنة مجموعة من الأشخاص قد خضعوا لعمليات ربط المعدة ومجموعة أخرى من الأشخاص أتخذوا إجراءات أخرى مثل الخضوع  لعمليات تغيير شرايين المعدة وذلك من أجل تحقيق الخسارة  المنشودة  في الوزن , وقد أجريت هذه الدراسة من أجل معرفة تأثير جراحات ربط المعدة على المدى الطويل , ولذلك , تم رصد النتائج  لكل من الحالتين على مدار عشرة سنوات , فتم التقرير بالتالي , إن المرضى الذين خضعوا لعمليات تغيير شرايين المعدة فقدوا نسبة عالية من الوزن الزائد تصل إلى ٦٩ % , بينما مجموعة الأشخاص الذين خضعوا لعمليات ربط المعدة فقدوا فقط حوالي ٤٦ % من الوزن الزائد خلال فترة العشر سنوات ,  و الجدير بالذكر أيضا أنهم لاحظوا أنه ما يقرب من٤٠٪ من المرضى الذين خضعوا لعمليات ربط المعدة بحاجة للمزيد من التدخل الجراحي، على مدى عشر سنوات، بالمقارنة مع المجموعة التي خضعت لعمليات تغيير شرايين المعدة. وهذا يوضح أن عمليات ربط المعدة لا تحقق خسران الوزن المنشود على المدى الطويل ولذلك يتجنب الكثير من الأطباء التوصية بها.

• التعرض للكثير من المضاعفات

يلاحظ على المرضى الذين خضعوا لعمليات ربط المعدة تحقيق خسارة أولية بسيطة في الوزن بعد أجراء تلك العمليات مقارنة بنسبة الخسارة  العالية التي تنجم عن الخضوع إلى عمليات جراحات البدانة الأخرى ,فاحتمال رباط المعدة ذاته أن يتعرض  للانزلاق ويصبح غير محكم مع مرور الوقت , وبالتالي يؤدي إلى رجوع حجم المعدة لوضعها الطبيعي ومن ثم زيادة الرغبة في تناول المزيد من الطعام, ومن الممكن بعد تعرض رباط  المعدة للانزلاق أن يسد منفذ نبع المعدة أو السقوط في بطانة المعدة مما يلزم بتدخل جراحي سريع لتصحيح الموقف . وذلك بالإضافة إلى تعرض المريض إلى  المضاعفات الشائعة الناتجة عن التدخل الجراحي عن طريق استخدام المنظار وما يترتب عليها من أضرار سلبية على صحة المريض.

• تحقيق معدلات فشل عالية

أثبتت الدراسات الأخيرة أن عمليات ربط المعدة  تحقق معدلات فشل عالية مقارنة بعمليات جراحة البدانة الأخرى, مثل عمليات تغيير شرايين المعدة  .وقد أوضح الباحثون أن الجراحة بالمنظار لربط المعدة يعطي فرصة تصل إلى نسبة٥٠٪ من المعاناة من مضاعفات خلال السنوات الخمس الأولى، وهي نسبة أعلى بكثير من الخضوع لأي عملية جراحية أخرى تسعى إلى تحقيق فقدان الوزن.

• لا تساعد على العلاج من مرض تلف الكبد بكفاءة مقارنة بما تفعله جراحات البدانة الأخرى

حيث يعاني فيما لا يقل عن ٨٦ % من الأشخاص البدينة من مرض الكبد الدهني الغير كحولي نتيجة السمنة المفرطة, وذلك أذا تركت السمنة دون علاج فعال واتخاذ إجراءات حازمة لتفاديها .حيث أن الخضوع لعمليات تغيير شرايين المعدة يعمل على تفادي خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني الغير كحولي وحماية الكبد من التعرض لخطر التليف ,بينما عمليات ربط المعدة لا تقوم بهذا الدور الفعال .ولذلك ينصح الأطباء المرضي التي تعاني من السمنة المفرطة ومعرضة لمرض الكبد الدهني الغير كحولي بعدم أجراء عمليات ربط المعدة لعدم كفاءة نتائجها الإيجابية على صحة الكبد.

وهكذا نحب ان نكون قدمنا لكم معلومات دسمة ومفيدة في هذا التقرير البسيط عن عمليات ربط المعدة وما تخفية من مضاعفات سلبية أكثر من نتائجها الإيجابية.