صعوبة التخلص من الدهون والشحوم
السمنة اصبحت المشكلة التى يعانى منا الكثير فى مختلف أنحاء العالم وفى مختلف المراحل العمرية ولا فرق بين النساء والرجال الكل يسعى لحل هذة المشكلة. وذلك فقط للحصول على مظهر رشيق وتحقيق اللياقة المنشودة فحسب للحفاظ على الصحة وتجنب الكثير من الامراض الناتجة عن السمنة، فعند فحص وتتبع أسباب الكثير من المشاكل الصحية التى تهدد اعضاء الجسم البشرى نجد انها أساساً ترجع الى السمنة وتراكم الدهون والشحوم فى الجسم واتباع انظمة غذائية غنية بالدهون الغير مشبعة التى يصعب الجسم التخلص منها عن طريق حرقها وتحويلها الى طاقة خلال الانشطة اليومية بل تتراكم وتزيد يوم وراء يوم حتى تشكل خطر على صحة الجسم البدين وتظهر فى اشكال اخرى مرضية كمرض السكر أو جلطات قلبية أوسكتات دماغية أو ارتفاع فى ضغط الدم أو أرتفاع فى معدل الكوليسترول فى الدم ويمكن ايضا ان تصل بالشخص البدين للمواجه أنواع معينة من السرطان.
ولكن نجد الكثير من يتبع حمية غذائية منخفضة السعرات الحرارية للوصول للهدف المنشود وهو انقاص الوزن ولكن نجد ما يستجيب ويحقق خسارة فى الوزن بشكل أيجابي وسريع ونجد ايضاً من يتبع نفس الحمية الغذائية ولكن لا يستجيب بسهولة ويحتاج وقت اطول ومجهود أعلى للتخلص من الوزن الزائد
وهنا نحب ان نجاوب عن هذا السؤال ما هي أسباب صعوبة التخلص من الدهون والشحوم؟
اثبتت الدراسات الحديثة فى مجال التغذية ان زيادة نسبة البروتين فى انسجة الجسم هى التى تمنع وتعوق عملية انقاص الوزن بسهولة وهى تتعتبر العقبة المانعة لحرق دهون الجسم وبالتالي تراكمها ومن هنا اثبتت ان هناك علاقة طردية بين زيادة الوزن وزيادة البروتينات التى ينتجها الجسم .واكتشاف هذة النظرية يعتبر تفسير منطقى عن سبب صعوبة التخلص من الدهون والشحوم للجسم البدين. ومن هذا المنطلق ممكن تغير الطريقة التى نتعامل بها مع الجسم البدين لانقاص وزنه ولتوضيح هذة النقطة لابد ان نتعرف أن هناك نوعين من الخلايا الدهنية (الشحمية) البيضاء والبنية ولكل منها دور مستقل فى جسم الانسان .حيث ان الخلايا الدهنية (الشحمية) البيضاء المتوفرة تقوم بتخزين الطاقة وان الخلايا الدهنية (الشحمية) البنية هي التي تقوم بحرق الدهون وتحويلها لطاقة حرارية وهي التي تبعث الدفء الى الجسم كلة وهذة العملية تعرف باسم (توليد الحرارة) واكتشفت الدراسات الحديثة ان البروتين الذي يسمىsLR11 يقوم بأعاقة وحبس توليد الحرارة فى الانسجة الدهنية وتحويلها الى طاقة وبالتالي تخزن الدهون فى الجسم على هيئة شحوم ومن تؤدي الى داء السمنة المفرطة.
وعند اجراء تجارب على الفئران وجدوا ان الفئران التي تفرز اجسامها كمية ضئيلة من بروتين sLR11 قادرة على التخلص من الدهون بمعدل مرتفع وعدم العودة لزيادة الوزن مرة اخرى بسهولة .على النقيض ان الفئران التى تفرز خلاياها بوفرة بروتين sLR11 يصعب عليها التخلص من زيادة الوزن .ومن ذلك توصل فريق البحث العلمى انة البروتين sLR11 يقيد مستقبلات معينة على الخلايا الدهنية وذلك لمنع قدرتها على توليد الحرارة وبالتالي يعوق تحويل الدهون إلى حرارة.
اذاً نصل لهذة النتيجة وهي ارتفاع كتلة الجسم يؤدي الى زيادة افراز بروتين sLR11 فى انسجة الجسم وبالتالي صعوبة انقاص الوزن. ووجدوا ايضاً انخفاض فى معدل افراز بروتين sLR11 لدى البدناء الذين خضعوا لعمليات جراحية لعلاج البدانة وبالتالي تزاد قدرتهم على التخلص من معدل اكبر من الوزن بعد اجراء تلك العمليات الجراحية تماشيا مع انخفاض افراز بروتين sLR11.
واخيرا وليس بأخر يكتشف العلماء كل ماهو جديد لتفسير اسباب صعوبة التخلص من الدهون والشحوم ومن ثم طرح اساليب جديدة لعلاجها وتفادي اضرارها الخطيرة من اجل حياة وصحة افضل للبشرية.
Author Info
