السكري و الإكتئاب.. ما هي العلاقة؟
السكري و الإكتئاب : هناك العديد من الأثار السلبية لمرض السكري (نوع 2)على الصحة النفسية منها احتمالية إصابة مريض السكري (نوع 2) بداء الاكتئاب وتطوير أعراضه بمعدل أعلى بكثير مقارنة بالأشخاص الطبعيين ,ولذك يوصى الأطباء بمعالجة كل من أعراض السكري نوع (2) وأعراض الاكتئاب معاً في نفس الوقت, ولا يتم الاهتمام بمرض على حساب إهمال الأخر ,فكلاهما له أثارة السلبية على صحة المريض ,حتى مع حالات الإصابة الطفيفة أو المعتدلة بأعراض مرض السكري (نوع 2), فهناك احتمالية بتطور أعراض الاكتئاب لدى الشخص المريض بداء السكري (نوع 2),وأيضاً هناك علاقة وطيدة بين إصابة الشخص بداء السكري و الإكتئاب, حيث ينصح أي شخص لدية تاريخ مرضي لمرض الاكتئاب بالاهتمام بمتابعة فحص نسبة السكر في الدم ,وذلك لزيادة معدل قابلية استعداده للإصابة بداء السكري (نوع 2),وهذه دراسة أجريت من خلال مركز السيطرة على الامراض والوقاية منها (CDC) أوضحت فيها أن مجرد الإصابة بداء السكري (نوع 2) فهناك خطر مضاعف للإصابة بمرض الاكتئاب ,ولكن لم توضح الدراسات السبب الأساسي في ارتباط الإصابة بمرض السكري (نوع 2) والإصابة بداء الاكتئاب ,ولكن هناك بعض الأسباب المرجحة في وجود هذه العلاقة الطردية بين مرض السكري (نوع 2) ومرض الاكتئاب , حيث اوضح مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن الضغط النفسي الذي يتعرض له مريض الاكتئاب يجعله اكثر عرضة بالصابة بداء السكري (نوع 2) ,وأيضاً أن داء السكري (نوع 2) يؤثر على الأيض وبالتالي يؤثر سلباً على وظائف المخ والصحة النفسية ومن ثم يعرض صاحبة للإصابة بداء الاكتئاب .وهذا لا نستطيع أن نفسر ما هو السبب الأساسي في حدوث الأخر , الاكتئاب سبب في حدوث الإصابة بداء السكري (نوع 2) أم داء السكري (نوع 2) سبب في الإصابة بداء الاكتئاب , فكلاهما يوثر ويطور من الأخر ولا أحد يستطيع أن يحدد من هو المسبب الأول في حدوث التالي.
ولكن لا نستطيع أن نخفي حقيقة هامة جداً حول العلاقة ما بين السكري و الإكتئاب وهي أن الاشخاص الذين يعانون من أعراض مرض الاكتئاب يواجهون العديد من الصعوبات في إدارة مرض السكري (نوع 2) ,ويواجهون باستمرار معدلات مرتفعة من مستويات السكر في الدم أعلى بكثير من الأشخاص العادية الغير مكتئبون والذين أيضاً يعانون من داء السكري (نوع 2) .بالإضافة إلي ذلك , هناك دراسة عن رعاية مرضى السكري تم نشرها عام 2011 ,أوضحت فيها أن الأشخاص الذين يعانون من كلٍ من داء السكري (نوع2) وداء الاكتئاب معاً ,أكثر عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية بنسبة 52%.
ويأتي السؤال هنا ما هي أسباب التعرض للاكتئاب وداء السكري ؟
في هذا الوقت تأتي الإجابة غير واضحة , فهل يتسبب مرض الاكتئاب بتوجيه صاحبة نحو أتباع نظام غذائي غير صحي عالي السعرات الحرارية والسكريات وبالتالي يؤدي إلى تعرض صاحبة للمعاناة من ارتفاع معدلات السكر في الدم ومن ثم الإصابة بمرض السكري (نوع2) ,أم العكس ,أن المتطلبات التي يفرضها مرض السكري (نوع2) على صاحبة مثل منعة من تناول بعض الأطعمة تدفعه للإصابة بمرض الاكتئاب ,وفي نهاية المطاف كل من المرضيين يجعل علاج الأخر أكثر صعوبة ,حيث كل من المرضيين يتسبب ويتأثر بنفس عوامل الخطر ,ونذكر من هذه العوامل على سبيل المثال , التاريخ العائلي للمرض ,السمنة ,ارتفاع ضغط الدم ,الكسل وقلة النشاط البدني المبذول ,أمراض الشرايين القلبية التاجية.
في حين أوضحت الأبحاث العلمية الأخيرة دراسة تشير أن هناك علاقة بين الأطفال الغير مصابين بداء السكري (نوع 2) ومصابون بداء الاكتئاب , وتطور حالتهم المرضية خلال ستة سنوات مقبلة في زيادة قابلية أجسامهم لمقاومة الأنسولين ,بغض النظر عن زيادة كتلة اجسامهم أو تعرضهم لداء السمنة المفرطة , فبعبارة أخري تم عزل الاكتئاب كعامل خطر مستقل للإصابة بداء السكري (نوع 2).
وفي الآونة الأخيرة ,بدأ العلماء بإجراء الدراسات العلمية من أجل البحث عن الارتباط الوثيق بين السكري و الإكتئاب ,حيث أنه يتسبب داء السكري (نوع2) في انخفاض معدل السكريات في الخلايا الدماغية ( ويرجع ذلك للأضرار التي يسببها مرض السكري في الإصابة بالاعتلال العصبي السكري و انسداد الأوعية الدموية ) وهذا يعتبر عامل مساعد في التأثير السلبي على الصحة النفسية والتعرض لحالات الاكتئاب المزمنة ,وبما في ذلك هناك دراسة أخرى أجريت عام 2008 نشرت من خلال المجلة الأمريكية لعلم النفس, أوضحت فيها أن هناك علاقة بين الإصابة بداء السكري (نوع 2) وزيادة نسبة خطر التعرض لضمور الأنسجة الدماغية والتسبب في تعطيل الوظائف العقلية وخاصة بين المرضى المصابون بداء السكري (نوع 2) والذين تتراوح أعمارهم بين 60 وال 64 عاماً ,وذلك بالإضافة إلى قابلية أولئك الأشخاص للإصابة بخطر التعرض لمرض الاكتئاب وأمراض الشرايين الدماغية الدقيقة.
فالخبراء على يقين شديد أن عدم الاهتمام بالإدارة السليمة لمرض السكري (نوع2) ينعكس ذلك في التعرض الحاد لأضرار الاكتئاب المزمنة ,وأيضاً أعراض الاكتئاب الفعلية تؤدي إلى عدم النجاح في إدارة مرض السكري (نوع 2) بشكل فعلي, فعلى سبيل المثال , في كل من حالات الانخفاض أو الارتفاع الشديد لمعدلات السكر في الدم, هناك تأثير سلبي على الصحة النفسية والتعرض لحالات القلق والأرق والهبوط النسبي بسبب انخفاض معدل الطاقة الذاتية للجسم ,يتسبب أيضاً انخفاض نسبة السكر في الدم في التعرض لحالات الجوع الشديد والميل لتناول الوجبات الدسمة عالية السعرات والسكريات.
وهنا نحب أن نوضح إليكم أعراض الإصابة بمرض الاكتئاب ؟
ينصح دائماً بالإدارة السليمة للأمراض المزمنة مثل السكري (نوع 2) من أجل التعافي من أعراض الاكتئاب والتخفيف منها , ولكن إذا ما زلت تعاني من الحزن الشديد والكآبة لعدة أيام متواصلة فعليك بالتوجه إلى الطبيب النفسي المتخصص من أجل الحصول على بعض الإرشادات من اجل التخلص من أعراض الاكتئاب المزعجة ,وهناك بعض من الأعراض التي تشير إلى الإصابة بمرض الاكتئاب لابد من الانتباه لها ومن هذه الأعراض:
-
عدم إيجاد المتعة في القيام بأنشطة كانت تسبب لك السعادة من قبل.
الشعور بالقلق والتوتر والعصبية في معظم الأوقات.
المعاناة من الأرق أو زيادة فترات النوم.
فقدان الشهية أو الشراهة عند تناول الطعام.
فقدان القدرة على التركيز.
الشعور بالعزلة أو الوحدة.
الإحساس بالتعاسة والحزن وخاصة في الصباح.
الشعور بأنك لا تفعل أي شيء مُجدي أو صحيح على الأطلاق.
وجود أفكار انتحارية.
إيذاء النفس بطرق مختلفة.