كثيرا منا يتحدث عن اضرار السمنة وأضرار تراكم الشحوم والدهون فى الجسم والتى تؤدى بشكل مباشر الى أمراض القلب وزيادة الكروسترول فى الدم و أرتفاع ضغط الدم والتعرض الى أمراض السكر وبعض امراض السرطان والسكتة الدماغية. ولكن اليوم أحب ان اضيف الى معلوماتكم نقطة هامة جدا وهى اضرار السمنة على العقل او بمعنى اوضح الاضرار التى تسببها الدهون بشكل غير مباشر على وظائف الدماغ فما تأكلة يؤثر على عقلك لان العقل يستنفذ ٤/١أستهلاك الطاقة من الجسم .وهنا لابد ان نفرق بين الدهون غير المشبعة التى تنتج من صنع الانسان و الدهون الطبيعية التى ينتجها الجسم.فالدهون الغير مشبعة ينتج عنها اضرار وخيمة وخطيرة على صحة الانسان وخاصة العقل فهى تؤدى الى زيادة الالتهاب فى الدماغ وتعمل على تدمير الخلايا الدماغية وانتاج الهرمونات وتمنع الجسم من انتاج الأحماض الدهنية مثل اوميجا ٣ الضرورية لتغذية خلايا المخ. وقد أظهرت الدراسات أن المستويات العالية من الدهون غير المشبعة قد تقلل من إنتاج السيروتونين في الدماغ، مما يؤدي إلى الاكتئاب وكذلك تؤثر سلباً على الذاكرة. وبينما الدهون الطبيعية تعمل على تغذية خلايا الدماغ وذلك عن طريق الحفاظ وحماية أغشية خلاية المخ وتعمل هذة الدهون بحمل الفاتمينات المذابة فيها مثل فايتمين A,K,D,E لخلايا المخ .فالمخ بحاجة للدهون الطبيعية لتغذيتة ولتحسين وظائفة وهنا نحب أن نوضح أنواع الدهون المفيدة والضارة للعقل وهى تنقسم الى:
دهون أحادية غير مشبعة :
مثل هذه الدهون يمكن أن تتواجد فى زيت الزيتون وزيت السمسم، وزبدة الفول السوداني والمكسرات والبذور والافوكادو.والأستهلاك منها يعمل على تقلل من خطر السكتة الدماغية وأمراض القلب. عكس ما تفعلة الدهون مع غير المشبعة.
الاحماض الدهنية:
وهى تشمل (أوميجا ٣) وهى موجودة في المكسرات والبذور واللحوم الحيوانية و (أوميجا ٦) وهى متواجدة في بذور الكتان، الأوراق الخضراء، والجوز، والعديد من زيوت السمك والمحار . فالأحماض الدهنية الأساسية مفيدة للدماغ وتنمية الأنسجة العصبية، والحد من الالتهاب، وتنظيم المزاج وتعمل على تقويه جهاز المناعة.
الدهون المشبعة الطبيعية:
فلابد زيادة نسبة الدهون المشبعة الطبيعية وذلك ادراجها فى النظام الغذائى وهى تشمل جوز الهند وزيت النخيل وصفار البيض والزبدة والقشدة.
الدهون الغير مشبعة:
وياتى التحدث هنا عن النوع الضار للخلايا العقل وهى الدهون غير المشبعة فهى تتواجد فى الأطعمة المقلية والسمن الصناعى والزيوت النباتية المهدرجة والسلع المخبوزة والكعك ..الخ .ولابد من تجنبها والحد منها فى النظام الغذائى المتبع.
وهنا أثبتت الدراسات الحديثة فى علوم الصحة والغذاء ان النظام الغذائى الذى يحتوى على نسبة دهون عالية (القصد هنا الدهون غير المشبعة) يصعب الجسم التخلص منها بسهولة تعمل بشكل سلبى على الأداء الإداركى للمخ وتدمر مراكز الأشتباك العصبى فى خلايا الدماغ ومن ثم يحدث خلل فى عملية التعليم والذاكرة .ولكن ايضا يوجد أمل لمواجهة هذة المشكلة الناجمة عن زيادة الدهون فى النظام الغذائى فالباحثين فى مجال التغذية اثبتوا ايضاً ان التحول من النظام الغذائى عالى الدهون الى نظام غذائي منخفض الدهون والمداومة علية لمدة شهرين متتالين يعمل على تنشيط خلايا الدماغ واستعادة مستوى الأداء الأدراكى مرة أخرى بكفائة. واوضحت الدراسات ايضا ان زيادة الدهون فى الجسم تؤثر تاثير سلبى على الخلايا الدبقية الصغيرة وهى الخلايا التى تشكل الدفاع المناعى للجهاز العصبى المركزى للدماغ حيث ان الخلايا الدبقية الصغيرة لها دور فعال فى تخليص الدماغ من العوامل الضارة، مما يساعد على حماية وتعزيز الخلايا العصبية، ولكن يبدو أن الكثير من الدهون في الجسم يضعف أداء هذه العملية. والتحول الى نظام منخفض الدهون يساعد تجديد هذة الخلايا وتنشيطها من جديد ومن ثم التمتع بأداء أعلى لوظائف المخ .وذلك ما حدث عندما أجريت تجارب على الفئران فوجدوا ان الفئران التى تعتمد على نظام غذائى عالى الدهون أقل قدرة على التحرك وعلى الأداء الإدراكى مقارنة بالفئران التى تعتمدعلى نظام غذائى منخفض الدهون وعند تحويل الفئران منخفضة الأدراك نتيجة نظامها الغذائى عالى الدهون الى نظام غذائى منخفض الدهون لمدة شهريين متتالين اصبحت اكثر أدراكاً وهذا دليل ان الدهون لها اثر عكسى على نشاط الوظائف العقلية للمخ.
واخيرا اقدم لكم نصيحة بأستبدال الدهون الغير مشبعة بالدهون المشبعة الطبيعية والاتجاة الى الوجبات سريعة الحرق عالية البروتين والفاتمينات والمعادن وهى المحببة للعقل وللقلب وللجسم ككل والبعد كل البعد عن الوجبات عالية الدهون والدسم لانها المساهم الرئيسى فى مرض السمنة ومنها يتوالى كثيرا من الأمراض.