تلوث المياه في لبنان مشكلة هامة، حيث تعتبر لبنان دولة مباركة بزيادة نسبة معدل هطول الأمطار عليها على عكس معظم دول الشرق الأوسط الأخرى ,إلا إنه معظم مصادر المياه في لبنان ملوثة وغير صالحة للشرب والاستخدام المنزلي. وهنا سنبدأ بعرض الأسباب المسؤولة عن تلوث المياه في لبنان.
– مياه المجاري الغير معالجة
واحدة من أحدى الملوثات الرئيسية للمياه هي مياه المجاري الغير معالجة , حيث أوضحت أحدى الدراسات أن تعرضت ٧٠ ٪ من إجمالي مصادر المياه العذبة إلى مياه الصرف الصحي غير المعالجة من مختلف المنازل والمباني التجارية. ومن بين هذه المجاري كانت أيضا النفايات الصناعية السائلة. وقد أدى ذلك إلى زيادة نسبة التلوث الميكروبي للماء بجانب تغيير ملحوظ في لونها. ولهذا السبب أصبحت معظم مصادر المياه العذبة غير صالحة للشرب والاستخدام المنزلي ,وبذلك سجلت مدينة طرابلس الشمالية في لبنان أعلى معدلات التلوث للماء العذب ,ومن ناحية أخرى يعد كل من نهر إبراهيم ونهر الليطاني من أكثر الأنهار تلوثاً في لبنان ,وأيضاً تم حظر صيد الأسماك من بحيرة الفرعون في لبنان نتيجة زيادة معدل نسبة النفايات الثقيلة الناتجة عن النفايات الصناعية السائلة الملقاة في مياهها ,علماً بأن كل الأنهار في لبنان تعاني من عواقب ألقاء النفايات الصناعية بها.
– المخلفات الصناعية في مياه البحر
سبب آخر لمشكلة تلوث المياه في لبنان هو ألقاء النفايات الصناعية السائلة في مياه البحر , وذلك وفقاً لدراسة حديثة ,أوضحت أن مياه البحر في لبنان تعاني من نسبة عالية من التلوث الكيميائي , حيث أن ٣٠ % من الأسماك التي تم صيدها من قبل السواحل اللبنانية تحوي بطونهم على نسبة عالية من البلاستيك نتيجة تغذيتهم علي النفايات الصناعية البلاستيكية السائلة الملقاة من قبل المصانع في مياه البحر , بالإضافة إلى تخلص السفن من النفط والنفايات في مياه البحر, وبذلك تعتبر ألقاء المخلفات الصناعية في مياه البحر جزء هام من مصادر تلوث المياه في لبنان.
– تلوث المياه في لبنان عن طريق الكيماويات الزراعية
نوع أخر من مصادر تلوث المياه في لبنان نتيجة استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية ,حيث يقوم المزارعين باستخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية دون تصريحها من قبل الهيئات الحكومية, وتصريفها في مياه الأنهار في لبنان , وعند الوصول لهذه المرحلة , قامت الحكومة بوضع نظام فعال للحد من سوء استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية. ومع ذلك، عانت كل الجهود التي بذلتها الحكومة من أجل تنظيم الأنشطة الزراعية لمنع التلوث بانتكاسات خطيرة.
– تلوث المياه عن طريق التخلص الغير سليم للنفايات الصلبة
سبب آخر لتلوث المياه في لبنان هو التخلص من النفايات الصلبة بطريقة خاطئة عن طريق ألقائها في مصادر المياه ,وانتشار هذه الظاهرة السيئة دفعت وزير البيئة إلى إصدار بعض التشريعات لتوجيه إدارة النفايات لوضع حد من عملية حرق النفايات وتحويلها إلي رماد, وذلك لأن عندما تحرق النفايات الصلبة يصعد منها دخان محمل بالسموم يتكون منة السحب وينزل مرة أخرى على هيئة أمطار تقوم بتلويث مصادر المياه العذبة , ورغم من التشريعات القوية التي أصدرت لمكافحة التخلص العشوائي من النفايات الصلبة ، لا يزال يجري حرق النفايات الصلبة في جميع أنحاء البلديات، مما تسبب في تلوث المياه عند هطول الأمطار ونزول النفايات في الأنهار والبحيرات والمياه العذبة.
وعند هذه المرحلة ,وضعت الحكومة أحدى البدائل للحد من هذه الظاهرة السيئة وهي أعادة تدوير النفايات الصلبة بدل من حرقها , ومع ذلك، فإن مبادرة الحكومة لإعادة تدوير النفايات الصلبة أتت بنتائج عكسية، لأنها أصبحت ملاذاً للزبالين الذين يستخدمون الأطفال الصغار لالتقاط خردة المعادن والبلاستيك والتجارة بها.
اتخذت الحكومة اللبنانية خطوات عديدة وفرضت إصلاحات عديدة لمكافحة تلوث المياه في لبنان. ولكن بسبب الوضع السياسي لم يتم تطبيقها.